فإنها راجحة إلى المغفرة، ﴿وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ
ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 116]؛ من الذنوب التي دون
الشرك، ﴿وَمَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾
[النساء: 48]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَمَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا﴾
[النساء: 116]، فالله عز وجل أخبر عن هؤلاء: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا
١١٦ إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا﴾
[النِّسَاء: 116-117]؛ لأنهم يقولون: الملائكة بنات الله، فهم يعبدون
الإناث بزعمهم، وأيضًا أسماء الأصنام كلها إناث: اللات، العزى، مناة، أسماء إناث
كلها: ﴿إِن يَدۡعُونَ مِن
دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا ١١٧لَّعَنَهُ
ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا ١١٨وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ
وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ
وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ
وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ١١٩يَعِدُهُمۡ
وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ١٢٠أُوْلَٰٓئِكَ
مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنۡهَا مَحِيصٗا ١٢١وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا
ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ
مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا ١٢٢﴾
[النساء: 117- 122]، فهذا مآلهم - والعياذ بالله - لما تركوا القرآن، وتركوا اتباع
الرسول صلى الله عليه وسلم، وذهبوا مع أفكارهم وعقولهم، تولاهم الشيطان، يسوِّل
لهم، ويملي لهم، ويزن لهم الأمور، فصار مآلهم هذا المآل القبيح، هؤلاء أولياء
الشيطان، انظروا أين ينتهون، هذا الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان في
الدنيا والآخرة، فكيف يقال: إن أولياء الرحمن وأولياء الشيطان سواء؟! ليسوا سواء.