×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ [إبراهيم: 22]،

****

لما ذكر الشيخ رحمه الله فيما سبق أن غلاة الصوفية والفلاسفة وقعوا فيما وقعوا فيه من الإلحاد والكفر، وأن ذلك بسبب مخالفتهم للرسل، ولما خالفوا الرسل، وخالفوا الكتب الإلهية، سلَّط الله عليهم الشيطان؛ كما قال عز وجل: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧ [الزخرف: 36- 37]، هذا نتيجة إعراضهم عن الرسل والكتب وأخذهم لأهوائهم وعقولهم، سلط الله عليهم الشيطان، فأضلهم، وقادهم وأغواهم، ثم ذكر هنا أن الشيطان الذي أغواهم في الدنيا، وقادهم إلى الإلحاد والكفر يتبرأ منهم يوم القيامة، إذا دخل هو وإياهم النار، فإنه يتبرأ منهم: ﴿وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ [إبراهيم: 22]، وحاسب الله الخلائق، ودخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قال الشيطان: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ [إبراهيم: 22]، بيَّن لهم أنه هو الذي أخلفهم عن وعد الله سبحانه وتعالى بسبب ذنوبهم وإعراضهم، والشيطان إنما يتسلط على هؤلاء وأمثالهم، أما العباد المخلصون، فإنه لا سلطان له عليهم؛ ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ [الحجر: 42]، والشيطان قال: ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ [الحجر: 40]،


الشرح