قالوا: فصح قول فرعون: ﴿أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]،
وكان فرعون عين الحق، ثم أنكروا حقيقة اليوم الآخر ، فجعلوا أهل النار يتنعمون كما
يتنعم أهل الجنة ، فصاروا كافرين بالله واليوم الآخر وبملائكته وكتبه ورسله، مع
دعواهم أنهم خلاصة خاصة الخاصة من أهل ولاية الله،
****
لما
قالوا: ﴿فَٱقۡضِ مَآ أَنتَ قَاضٍۖ﴾
[طه: 72]، معناه أنهم صدقوا أنه هو ربهم الأعلى، تعالى الله عما يقولون.
انتهى
كلامهم في الرب سبحانه وتعالى.
الشيخ
يريد: أن يبين كفرهم بأركان الإيمان، الإيمان بالله انتهى
منه، وأنهم يرون أن الله هو الكون كله، وكذلك أنكروا حقيقة اليوم الآخر، فقالوا:
إن اليوم الآخر عبارة عن أحوال تتغير فقطن ما عندهم أن اليوم الآخر فيه بعث للناس
من القبور، وجزاء وحساب، وجنة ونار، ما عندهم هذا.
جعلوا
أهل النار يتنعمون بالنار، ولا تؤلمهم، يتنعمون بها؛ كما يتنعم أهل الجنة بالنعيم
عندهم.
هذه حقيقة الفلاسفة؛ أنهم كافرون بالله، وكافرون
بالملائكة؛ لأنهم يقولون: لا يوجد ملائكة، ولا يوجد رب، الكون كله هو الله،
وليس هناك رب مستقل، وهم كافرون باليوم الآخر؛ لأنهم يقولون: ليس هناك جنة
ولا نار، كلهم سواء في النعيم، أهل النار يتنعمون، وليس لهم عذاب.
يدعون
لأنفسهم أنهم أكمل الناس إيمانًا وعقولاً، وأنهم انتهى بهم الأمر إلى التوحيد، وهو
الوحدةن فالذي لا يقول بوحدة الوجود