فصل
وقد ذكر الله في
كتابه الفرق بين الإرادة، والأمر، والقضاء، والإذن، والتحريم، والبعث، والإرسال،
والكلام، والجعل، بين الكوني الذي خلقه وقدره وقضاه، وإن كان لم يأمر به، ولا
يحبه، ولا يثيب أصحابه، ولا يجعلهم من أوليائه المتقين ،
****
لما
ذكر الشيخ رحمه الله الرد على من يحتجون بالقدر، وأنه ليس حجة لهم على فعل الكفر
والمعاصي والشرك؛ لأنهم يقولون: إن الله قدر الكفر والإيمان والشرك
والمعاصي، فمعناه: أنه يرضى بالكفر، كما يرضى بالإيمان، ويرضى بالمعصية،
كما يرضى بالطاعة؛ لأنه قدر الجميع، وقضى الجميع على الناس، فالطاعة عندهم موافقة
القدر. الشيخ أراد أن يرد عليهم، ويقول: هناك فرق بين القدر وبين الشرع، الله فرق
بينهما في كتابه، والطاعة: هي موافقة الشرع، وليست موافقة القدر؛ القدر قد
يكون طاعة، وقد يكون معصية، أما الشرع، فلا يكون إلاَّ طاعة.
الله
فرق بين الأمرين في القرآن: فرق بين القضاء الكوني والقضاء
الشرعي، الإرادة الكونية، والإرادة الشرعية، الإذن الكوني، والإذن الشرعي، وسيذكر
الشيخ رحمه الله نماذج من القرآن تفرق بين الأمرين؛ ردًّا على الذين يحتجون
بالقدر.
الصفحة 1 / 347