×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأولياء الله العارفون يعرفون ذلك، ويعلمون أن للشيطان فيه نصيبًا وافرًا، ولهذا تاب منه خيار من حضره منهم .

ومن كان أبعد عن المعرفة وعن كمال ولاية الله كان نصيب الشيطان منه أكثر، وهو بمنزلة الخمر يؤثر في النفوس أعظم من تأثير الخمر، ولهذا إذا قويت سكرة أهله نزلت عليهم الشياطين، وتكلمت على ألسنة بعضهم، وحملت بعضهم في الهواء، وقد تحصل عداوة بينهم كما تحصل بين شراب الخمر،

****

 يعرفون الفرق بين سماع المؤمنين، وسماع المنافقين والكفار.

 يعلمون أن سماع المنافقين والكفار والفسقة هو من الشيطان، هو الذي زينه، وهو الذي يحضره، وهو الذي يحثهم عليه.

الأغاني تؤثر في النفوس تأثيرًا أشد من الخمر لأن سكران الخمر يفيق، أما سكران الأغاني والهوى، هذا لا يفيق:

قالوا جئت بمن تهوى فقلت **** لهم العشق أعظم مما بالمجانين

العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ***** وإنما يصرع المجنون في الحين

سكران الأغاني والهوى لا يفيق، وسكران الخمر يفيق فهو أشد.

إذا اشتد طربه، طار في الهواء، إذا اشتد طربه من الأغاني والدفوف، طار في الهواء، يطير من بين الحفل، ويقول: هذا كرامة. وهو من الشيطان.

تحصل من العشاق عداوة وغيرة من بعضهم على بعض؛ كما يحصل بين شُرَّاب الخمر: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ


الشرح