والله يؤيد عباده المؤمنين بملائكته. قال تعالى: ﴿إِذۡ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْۚ﴾ [الأنفال: 12]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ
جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا وَجُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ﴾ [الأحزاب: 9]،
****
التي
تؤيد بها، بالتاء، هذا غلط - التي يؤيد بها عباده، هرب؛ لأنه ما يجتمع مع الملائكة.
هذا
في وقعة بدر: ﴿إِذۡ يُوحِي
رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ﴾؛
معية نصرة وتأييد، ﴿فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْۚ﴾، فالملائكة تنزل لتثبيت المؤمنين
وتأييدهم، لا أنها تقاتل، لكنها تؤيد، وتساعد المسلمين على أعدائهم، وروي أنهم
قاتلوا في بدر مع الصحابة رضي الله عنهم ([1])،
ولكن الغالب أنهم ينزلون لتقوية المسلمين، وتطمين المسلمين، وإنزال السكينة عليهم،
وطرد الشياطين عنهم: ﴿إِذۡ يُوحِي
رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ﴾؛
الملائكة الذين نزلوا إلى بدر، ﴿سَأُلۡقِي
فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ﴾ [الأنفال: 12]، الله عز وجل ألقى في قلوب المؤمنين
الثبات، وإن كانوا قليلين، وألقى في قلوب الكفار الرعب، وإن كانوا مثلي المؤمنين
في العدد والعُدَّة، لكن ما نفعتهم قوتهم، أنزل الله في قلوبهم الرعب، وأنزل في
قلوب المؤمنين القوة والشجاعة والثبات؛ لأن معهم الملائكة، حتى نصرهم الله في بدر.
هذا في غزوة الأحزاب التي تسمى غزوة الخندق، تسمى غزوة الخندق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حفر حول المدينة خندقًا يمنع الكفار من
الصفحة 1 / 347