×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ولفظ «مع» جاءت في القرآن عامةً وخاصةً،

****

 صفاتهم في كل زمان، وفي كل مكان، فليس معنى هذا أن هذا محصور في الصحابة الذين كانوا يعيشون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هذا عام في كل مؤمن إلى آخر الدنيا، فهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم. يشمل من كان في وقت نزول القرآن، ويشمل من يأتي إلى أن تقوم الساعة، فالمؤمنون بعضهم مع بعض.

جاءت المعية في القرآن عامة؛ كما في هذه الآية: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ [الحديد: 4]، ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ [المجادلة: 7]، هذه معية عامة للمؤمنين والكفار، بمعنى أن الله يحصي أعمالهم، ويطلع عليها، ويراها ويعلمها، ويسمع أقوالهم، فهو مع الجميع، هذه معية عامة، وهناك معية خاصة بالمؤمنين: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ [النحل: 128]، ﴿قَالَ لَا تَخَافَآۖ [طه: 46]؛ لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ، و﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ [التوبة: 123]، هذا معناه: النصرة والتأييد، والتوفيق. فهو معهم: بنصرته، وتأييده، وحفظه وكلاءته لهم. هذه معية خاصة.


الشرح