ويذكرون أن النبوة لم تنقطع، كما يذكر عن ابن
سبعين وغيره، ويجعلون المراتب ثلاثة، يقولون: العبد يشهد أولاً طاعةً
ومعصيةً، ثم طاعةً بلا معصيةٍ، ثم لا طاعةً ولا معصية، والشهود الأول هو الشهود
الصحيح، وهو الفرق بين الطاعات والمعاصي،
****
يقولون:
النبوة لم تنقطع، وليس محمدٌ صلى الله عليه وسلم خاتم
النبيين، بل النبوة مستمرة إلى يوم القيامة، يبعث الله أنبياء، ففتحوا الباب
للكذَّابين والمدعين للنبوة.
يتدرج فيها، ويترقى.
هذه أول مرتبة، وهي مرتبة العوام الذين يفرقون
بين الطاعة والمعصية.
يقولون: كل ما يفعله الإنسان فهو طاعة؛
لأنه من عصى أمره، فقد أطاع قَدَره، إن عصى الأمر، فقد أطاع القدر، فهو مطيع لله
على كل حال:
أصبحت منفعلاً لما تختاره **** مني ففعلي كله طاعاتٌ
ثم يتحرر الإنسان عندهم، هذا أعلى الدرجات، وهو
في الحقيقة أسفل الدرجات، يقولون: هذا أعلى الدرجات الذي ما يشهد طاعة ولا
معصية، تحرر، وليس لأحد عليه أمر ولا نهي.
لكن
هذه يقولون: مرتبة العوام، والذين ما يميزون وأتباع
الأنبياء، الذين يفرقون بين الطاعة والمعصية، وهو الصحيح، هو عندهم ليس الصحيح،
لكن في الواقع أنه هو الصحيح، لا بد أن الأفعال تكون
الصفحة 1 / 347