وأما الشهود الثاني، فيريدون به شهود القدر، كما
أن بعض هؤلاء يقول: أنا كافر برب يُعصى، وهذا يزعم أن المعصية مخالفة الإرادة التي
هي المشيئة .
****
بعضها
طاعة، وبعضها معصية، فليس السجود والتسبيح والتهليل مثل: الزنا، والسرقة، وشرب
الخمر.
يقولون: الشرع
والقدر شيء واحد، فالإنسان إذا فعل شيئًا، فإن كان مخالفًا للشرع، فهو مطيع للقدر،
فهو مطيع لله، إذا عصى أمره، فقد وافق قدره.
يعني: ولا يقدر أن يمنع العاصي، يقول: أنا كافر
برب يعصى، ولا يمنع العاصي. الله عز وجل أعطى العباد الاختيار: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا
ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا
بَصِيرًا﴾ [الإنسان: 2] سميع وبصير،
يميز بين الأشياء: ﴿إِنَّا
هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: 3] ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم
مُّؤۡمِنٞۚ﴾ [التغابن: 2]؛ لأن الله
أعطى العباد القدرة والمشيئة والاختيار، فهم يفعلون بمشيئتهم الطاعة، ويفعلون
بمشيئتهم واختيارهم المعصية، ليسوا مجبرين على فعلهم، الإنسان باستطاعته أن يصلي
ويذهب إلى المسجد، وباستطاعته أن يذهب إلى الخمَّارة، ويشرب الخمر، باستطاعته هذا،
الله أعطاه هذا، ورتب على أفعاله الجزاء الثواب والعقاب.
«كما أن بعض هؤلاء يقول: أنا كافر
برب يعصى»؛ لأنه ليس هناك رب يعصى، كل ما يصدر من المخلوق، فهو طاعة
له؛ فلا معصية ولا طاعة.
المعصية
مخالفة القدر، وهل أحد يخالف القدر؟ ما يستطيع أحد أن يخالف القدر. «المشيئة» المشيئة الكونية القَدَر.
يقصد القدرية؛ لأنه لا يوجد مشيئة شرعية،
المشيئة كلها