وغاية حقيقة هؤلاء إنكار أصول الإيمان؛ بأن يؤمن
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وحقيقة أمرهم جحد الخالق ، فإنهم جعلوا
وجود المخلوق هو وجود الخالق ،
****
غيرهم، وهم يأخذون بدون واسطة، يدركون الأشياء،
أعجبوا بأنفسهم إلى هذا الحد، فصاروا يفضلون أنفسهم على الأنبياء، ويقولون: إن
الولي - يعنون أنفسهم - أفضل من النبي.
مَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ **** فُوَيْقَ
الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ
هذا
من شعرهم، قبَّحهم الله!!
ينكرون أركان الإيمان:
الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالرسل؛ لأنهم يدعون أنهم أفضل من الرسل،
ومن الأنبياء، وأيضًا اليوم الآخر لا يؤمنون به، يأتي كلامهم فيه، يؤولونه على ما
يريدون.
انتهى
بهم الأمر إلى القول بوحدة الوجود، وأن الكون ليس فيه انقسام بين خالق ومخلوق، بل
هو الله كله، ويقولون: التوحيد هو أن لا تقسم الكون إلى خالق ومخلوق، بل
تجعل الكون كله هو الله، فما عبدت من أي شيء، فأنت عبدت الله، فالذين يعبدون
الأصنام، والأوثان، والجن والإنس، يعبدون الله؛ لأن الله هو الوجود المطلق، سبحان
الله عما يقولون!
ولذلك
يسمون بأهل وحدة الوجود؛ لأن الوجود لا ينقسم إلى رب ومخلوق، كله هو الرب، وهذا هو
التوحيد عندهم، والذي يقسم الوجود إلى خالق ومخلوق يقولون: هذا مشرك.
يسمونه مشركًا.