فإني
أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع، وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها
،
****
تجري على يده كرامة، بل هناك من سادات الأولياء
- كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وسادات الصحابة رضي الله عنهم - ولم يجر على أيديهم شيء
من هذه الأمور، مع أنهم أتقى الأمة، وأبر الأمة، وأصدق الأمة، ما جرى على أيديهم
خوارق، فهي ليست من لازم الولاية أبدًا. قد يكون ولي الله من خواص الأولياء، ولا
تجري على يده كرامة.
وقوله:
«كان كثير من الصالحين يتوب من مثل ذلك
ويستغفر الله تعالى»؛ خصوصًا إذا نظر أن سادات الأولياء، لم يجرِ على يدهم مثل
هذا، فهو يخاف أن يكون هذا من نقص درجته عند الله عز وجل.
يستغفر
ويتوب، ويسأل الله أن يزيلها عنه، من تمام إخلاصه وخوفه من الله سبحانه وتعالى
يسأل الله أن يزيلها عنه.
يوصون
تلاميذهم بألا يتطلعوا إلى الكرامات، وألا يجعلوها همَّهم، بل يحذرون منها؛ لأنها
ابتلاء وامتحان، فهم يوصون طلابهم بألا يتحروا هذه الكرامات، أو يطلبوها، أو
يحرصوا عليها. إذا حصلت له، لا يتبجح بها، ولا يتكبر بها، بل تزيده تواضعًا وخوفًا
من الله عز وجل.
وهذا
أيضًا من أسباب الحذر؛ أنها قد تكون من خوارق الشياطين، ولا تكون من الله عز وجل،
فيزيد الابتلاء والامتحان عليهم.
الشياطين
من باب الغش لبني آدم وإغوائهم يخاطبونهم من خلال بعض الجمادات أو بعض الأشجار
والنباتات، ويظن أن النبات نفسه أو الشجر نفسه، أو النبات الذي يكلمه مع أن الذي
يكلِّمه شيطان متلبس بهذه الشجرة أو هذا النبات، فالأمر خطير جدًّا.
الصفحة 1 / 347