والناس
في خوارق العادات على ثلاثة أقسام :
قسم يكذب بوجود
ذلك لغير الأنبياء، وربما صدق به مجملاً وكذب ما يذكر له عن كثير من الناس؛ لكونه
عنده ليس من الأولياء .
ومنهم من يظن أن
كل من كان له نوع من خرق العادة كان وليًّا لله. وكلا الأمرين خطأ ؛
****
وهذا
المؤلَّف كله جواب لمسألة واحدة: سُئل عن الفرق بين أولياء
الرحمن وأولياء الشيطان، وما كتبه على أنه مؤلَّف، كتبه على أنه جواب لسؤال.
كما
سبق بيانه: أناس غلوا في نفيها كالمعتزلة، ينكرونها، ينكرون خوارق
العادات، يسمون الآن: العقلانيين، ينكرون المعجزات، وينكرون الكرامات، يقولون:
ليس هناك كرامات، وأناس غلوا في إثباتها، حتى عدوا خوارق الشيطان من الكرامات.
هؤلاء غلوا في الإثبات، والوسط هم الذين أثبتوا الكرامات، أثبتوا المعجزات
والكرامات على ضوء الكتاب والسنة، ونفوا ما عداها، وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
بل
العقلانيون أنكروا حتى معجزات الأنبياء، العقلانيون المعاصرون أنكروا حتى معجزات
الأنبياء، لكن المعتزلة الذين هم سلفهم أثبتوا معجزات الأنبياء، وأنكروا كرامات
الأولياء، يقولون: لئلا تشتبه كرامة الولي بمعجزة النبي.
هذا الذي غلا في الإثبات لم يفرق بين الكرامة
وخارق الشيطان والذي غلا في النفي، والذي غلا في الإثبات كلاهما مخطئ.
الصفحة 1 / 347