ولهذا تجد أن هؤلاء يذكرون أن للمشركين وأهل
الكتاب نصراء يعينونهم على قتال المسلمين، وأنهم من أولياء الله .
وأولئك يكذبون أن
يكون معهم من له خرق عادة .
والصواب: القول
الثالث، وهو: أن معهم من ينصرهم من جنسهم لا من أولياء الله عز وجل ؛
****
أثبتوا الكرامات، حتى للكفار من اليهود
والنصارى؛ لأن عندهم خارق العادة كرامة مطلقا، لا يفرقون بين الكرامة، وبين خارق
الشيطان.
أولئك
الذين ينفون. والشيطان حضر مع الكفار في بدر؛ كما ذكر الله، حضر مع الكفار في بدر
يحرضهم على المسلمين، يقول: إني جار لكم: ﴿وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ
وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 48]، فلما رأى الملائكة مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأصحابه، هرب مدبرا، ﴿وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا
لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 48]، ﴿وَإِذۡ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ
وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٞ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا
تَرَآءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ
مِّنكُمۡ إِنِّيٓ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ
شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال:
48]، فهو يحضر معهم، لكن إذا رأى قوة المسلمين، ورأى ذكر الله، ورأى الملائكة،
انهزم.
معهم من ينصرهم من جنسهم من الكفار، والشياطين،
كما حضر في بدر.