كما قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ
مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]
وهؤلاء العباد والزهاد الذين ليسوا من أولياء الله المتقين المتبعين للكتاب
والسنة تقترن بهم الشياطين، فيكون لأحدهم
من الخوارق ما يناسب حاله؛
****
الشاهد
في قوله: ﴿بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ﴾ [المائدة:
51]، فالذي يحضر معهم إنما هو من جنسهم من الكفار، وليس من المسلمين.
العبادة إذا كانت على غير الشريعة، فهي عبادة
باطلة، هناك عُبَّاد، النصارى عبَّاد ورهبان، يبكون، وينقطعون عن الدنيا، ويخلون
في الصوامع، ويبكون بكاء شديدا، وهم في النار؛ لأنهم على غير شريعة الله سبحانه
وتعالى، العبادة إذا كانت ليست على طريق صحيح، فهي باطلة، وتعب بلا فائدة،
والزهَّاد يزهدون أيضا، عندهم زهد في الدنيا، زهَّاد من الهند وغيرها، يزهدون في
الدنيا، ليس الزهد قاصرًا على المسلمين، الكفار فيهم زهاد، لكن على غير طريق صحيح،
زهد على غير طريق صحيح، وإلا مثلاً غاندي رئيس الهند، والذي خلصها من الإنجليز،
هذا زاهد، وتارك للدنيا، ويتغذى من حليب عنز معه، يذهب بها إلى المؤتمرات من الزهد،
لكنه زنديق وكافر. فالزهد منه زهد صحيح شرعي، ومنه زهد كذب.
فرق
بين الكرامات التي هي من الله، وبين خوارق الشيطان التي تجري على يد الفاسق
والمنحرف والكافر، هذه خوارق شيطانية. كرامات الأولياء لا تتعارض؛ لأنها من عند
الله، وأما خوارق الشيطان، فهي تتعارض؛ لأنها باطل، والباطل لا يتفق، بل يختلف.