×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ووصفه بأنه: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ٥ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ ٦وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ ١٠مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ ١١أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ١٢وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ ١٥ إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ ١٦ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ١٧لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ ١٨ [النجم: 5- 18].

****

بالأفق المبين، ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ [التكوير: 19]؛ يعني: القرآن، نزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو قوله؛ يعني أنه بلَّغه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ؛ يعني: جبريل رسول بين الله وبين محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ [التكوير: 20]، قوة جبريل عليه السلام هائلة، حتى أنه حمل قرى قوم لوط على طرف جناحه، فقوته هائلة، ولما صاح في ثمود، هلكوا عن آخرهم، صيحته صاعقة، فأهلكهم عن آخرهم، فقوته لا توصف لشدتها: ﴿شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ [النجم: 5]، ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ [التكوير: 20]؛ جبريل عليه السلام عند ذي العرش؛ يعني: له مكانة عند الله في السماء، قريب من الله عز وجل،﴿مَكِينٖ يعني: له مكانة عند الله، كلها أوصاف مدح لجبريل عليه السلام، ﴿مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ [التكوير: 21]، تطيعه الملائكة، ﴿ثَمَّ؛ أي: هناك في السماء، ﴿أَمِينٖ؛ أمين على الوحي، لا يزيد فيه، ولا ينقص، بل يبلغه كما تحمله عن الله سبحانه وتعالى، فهو أمين الوحي عليه السلام.

وهو صلى الله عليه وسلم في بطحاء مكة رفع رأسه، فرآه في الأفق المبين.

 هذا في سورة النجم، وصفه بـ ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ [النجم: 5]؛ يعني: جبريل، ﴿ذُو مِرَّةٖ [النجم: 6]؛ يعني: هيئة،


الشرح