وَلاَ يُلَبِّي، وَلاَ يَقِفُ بمزدلفة، وَلاَ
يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَلاَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلاَ يَرْمِي
الْجِمَارَ؛ بَلْ يَقِفُ بِعَرَفَةَ بِثِيَابِهِ ثُمَّ يَرْجِع مِنْ لَيْلَتِهِ، وَهَذَا
لَيْسَ بِحَجٍّ وَلِهَذَا رَأَى بَعْضُ
هَؤُلاَءِ الْمَلاَئِكَةَ تَكْتُبُ الْحُجَّاجَ، فَقَالَ: ألاَّ تَكْتُبُونِي؟
فَقَالُوا: لَسْت مِنْ الْحُجَّاجِ. يَعْنِي: حَجًّا شَرْعيًّا .
وَبَيْنَ
كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ وَمَا يُشْبِهُهَا مِنْ الأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ
فُرُوقٌ مُتَعَدِّدَةٌ، مِنْهَا: أَنَّ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ سَبَبُهَا
الإِيمَانُ وَالتَّقْوَى، وَالأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ سَبَبُهَا مَا نَهَى
اللهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم .
****
هذه
أعمال طاعة، فيتركها متعمدًا، الشيطان يخدمه في ذلك إذا عصى الله، وترك الواجبات
والعمل الصالح وشروطه، فإن الشيطان يخدمه في ذلك، ويحمله إلى ما يريد، ويرجع به
إلى مكانه، فلا يقال: هذا من أولياء الله. بل هذا من أولياء الشيطان.
ليس بحج؛ لأنه لم تتكامل شروطه، وواجباته،
وأركانه، فهو عمل شيطاني، وليس بحج، وإن كانوا يزعمون أنه حج، وأنه يروح ويأتي؛
لأنه من أولياء الله، فهذا من أولياء الشيطان، وهو لم يحج.
واحد
من الذين طار بهم الشيطان إلى عرفة عشية عرفة، رأى الملائكة تكتب الحجاج، فلم
يكتبوه، سألهم لماذا لم تكتبوني؟ قالوا: أنت لم تحج. فلا تكتبه الملائكة، الإنسي
هذا رأى الملائكة تكتب الحجاج، فقال: لم لا تكتبوني؟ قالوا: أنت لم تحج؛ لأنه -كما
سبق- لم يحرم، ولم يلبِّ، ولم يأت بأعمال الحج.
هذا
هو الفارق الواضح: الإيمان والتقوى، فالذي عنده
الصفحة 1 / 347