وخيار أولياء الله كراماتهم لحجة في الدين أو
لحاجة بالمسلمين، كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم كذلك.
وكرامات أولياء
الله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، فهي في الحقيقة تدخل في
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم:
****
مصلاَّها، لا تخرج، ولا تذهب، ويأتيها رزقها: ﴿كُلَّمَا
دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ﴾
[آل عمران: 37]؛ أي: المصلَّى الذي اعتزلت فيه احتجبت فيه عن الناس، ﴿وَجَدَ
عِندَهَا رِزۡقٗاۖ﴾ [آل
عمران: 37] مع أنها لا يدخل عليها أحد، ولا يأتيها أحد، ﴿قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ
مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]، هذا من الكرامات؛ لأن مريم صِدِّيقة؛
كما قال الله عز وجل: ﴿مَّا ٱلۡمَسِيحُ
ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ
صِدِّيقَةٞۖ﴾ [المائدة: 75]، فهي من
أولياء الله، فالله يرزقها، وهي في مصلاها، هذا من الكرامات التي يجريها الله على
يد عبد تقي مؤمن من عباده لحاجته إليها، أو لأجل أن يحتج بها على المخالفين.
وليس
بلازم أن الولي يكون له كرامة، لكن الله عز وجل قد يجريها عند الحاجة إليها؛ إما
للاحتجاج على المخالفين، أو للحاجة في الناس، وهذا يأتي بيانه.
وليست
لأجل الفتنة كالخوارق التي عند السحرة والكهان، وعملاء الجن والشياطين، هذه ليست
لحجة في الدين ولا لحاجة للمسلمين، وإنما هي شر وفتنة.
فالخارق
للعادة إن جرى على يد نبي، فهو معجزة، وإن جرى على يد ولي، فهو كرامة، وهو في نفس
الوقت معجزة للرسول؛