إِلَى
أَمْثَالِ هَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي يَطُولُ وَصْفُهَا، وَالإِيمَانَ بِهَا
إِيمَانٌ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ .
وَالْجِبْتُ:
السِّحْرُ وَالطَّاغُوتُ: الشَّيَاطِينُ وَالأَصْنَامُ ،
****
الشيخ بيَّن هذه الأمور التي يغتر بها الجهال،
ويغتر بها بعض الناس، فيظنون أنها حصلت كرامة من الله؛ لأنه ليس باستطاعة الإنسي
أن يعمل هذه الأشياء، ف يقولون: هذه إنما تحصل من الله على يد ملك من
الملائكة؛ لأنه ولي، ولا يدرون أن هذا يحصل بعمل الشيطان الذي قيضه الله له بكفره
وشركه؛ امتحانًا له، وعقوبة له، هذا يحتاج إلى فقه في دين الله، ومعرفة في دين
الله، وألا يغتر بحال من الأحوال يراها إلاَّ بعد أن يفحص صاحب هذه الحال، هل هو
مؤمن تقي، أو كافر شقي؛ حتى يعرف أنها كرامة، أو أنها خارق شيطاني.
الإيمان
بها إيمان بالجبت والطاغوت، الجبت هو: السحر، والطاغوت هو: الشيطان.
فمن آمن بالجبت والطاغوت، حصلت له هذه الأمور، وهذا شأن اليهود؛ يؤمنون بالجبت
والطاغوت، وكذلك من سار على نهجهم.
كل
ما عُبِد من دون الله، فهو عبادة للطاغوت، فإن كان المعبود راضيًا بهذا، فهو
الطاغوت، وإن كان المعبود لا يرضى بهذا، وينهى عنه -كأولياء الله الذين يعبدونهم
بعد الموت، كالمسيح عليه السلام -، فإن عبادتهم ليست لهؤلاء الصالحين، وإنما هي
عبادة للطاغوت الذي هو الشيطان الذي أمرهم بها، وإلا فالمعبود لا يرضى بهذا، بل
ينكره، ويجاهد عليه، فهم يعبدون الشيطان الذي أغراهم بهذا الأمر.