وقال تعالى: ﴿وَلَهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَنۡ عِندَهُۥ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ
وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ ١٩ يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠﴾ [الأنبياء: 19:
20].
****
هذا موجود، ﴿وَمَا
لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾ [سبأ: 22]، ما بقي إلاَّ الشفاعة،
هذه أيضًا ما تحصل إلاَّ بإذنه، بخلاف الملوك في الدنيا والسلاطين، فإن الشفعاء
يشفعون عندهم، ولو لم يأذنوا، أما الله عز وجل، فلا أحد يجرؤ أن يشفع عنده إلاَّ
بإذنه، إذًا لم يبقَ للمشركين تعلق، ولا برهان، ولا حجة في من يدعونهم: ليسوا
مالكين، وليسوا شركاء، وليسوا وزراء لله عز وجل، والشفاعة لا تكون إلاَّ بإذن
الله، بخلاف المخلوقين؛ فإنهم تحصل عندهم الشفاعة، ولو لم يأذنوا، ولو لم يرضوا
حتى، لكنهم يضطرون لقبول الشفاعة؛ لأنهم محتاجون إلى الشفيع هذا، فهذه أبطلت الشرك
من أصله. والشاهد منها: أن الملائكة من جملة من يدعوهم المشركون، وهم لا
يملكون شيئا، ولا يشاركون الله، وليسوا وزراء وأعوانًا لله عز وجل، ولا يشفعون
عنده إلاَّ بإذنه.
وهذه
الآية أيضا: ﴿وَلَهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾
[الأنبياء: 19]، كله ملك لله عز وجل، كل ما في السماوات، وما في الأرض، فهو ملك لله،
لا أحد يملك مع الله شيئا، إلاَّ ملَّكَه الله مُلْكًا مؤقتا، ثم يُنزع منه الملك،
ويُعطى لغيره، ما أحد يستمر في هذه الدنيا يملك، يُؤخذ منه الملك، ويُعطى لغيره من
السلاطين والأمراء، ما يستمرون: ﴿وَلَهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾؛
من المخلوقات، فإذا كانوا مملوكين لله، فكيف يُدعَون مع الله سبحانه وتعالى ؟! ﴿وَمَنۡ عِندَهُۥ﴾ [الأنبياء: 19]؛ يعني: الملائكة؛