وهؤلاء
قد صنف بعضهم كتبًا وقصائد على مذهبه، مثل قصيدة ابن الفارض المسماة بـ «نظم
السلوك»، يقول فيها:
لها
صلواتي بالمقام أقيمها **** وأشهد فيها أنها
لي صلت
كلانا
مصلٍّ واحد ساجد إلى **** حقيقته بالجمع في كل سجدة
وما
كان لي صلى سواي ولم تكن **** صلاتي لغيري في
أدا كل ركعة
إلى أن قال:
وما
زلت إياها وإياي لم تزل **** ولا فرق بل ذاتي
لذاتي أحببت
إلي
رسولاً كنت مني مرسلاً **** وذاتي بآياتي علي
استدلت
فإن
دُعيت كنت المجيب وإن أكن **** منادىً أجابت من
دعاني ولبت
****
ألَّفوا كتبًا في وحدة الوجود، منهم ما مر بكم؛
كتب ابن عربي: «الفتوحات المكية»، و«فصوص الحكم»، ومنهم من نظم على مذهبهم
منظومة؛ كابن الفارض باسم: «منظومة السلوك»،
التي يصرح فيها بأنه ليس هناك خالق ومخلوق، وإنما الكون كله سواء، وأنه يصلي
لنفسه، ويعبد نفسه، ولأن نفسه هي الله، وهو لا فرق بينه وبين الله، كله من هذا
الكون.
وابن
الفارض هذا من أهل وحدة الوجود، من أتباع ابن عربي، قصيدته التائية مطبوعة،
ومتداولة، وتنشر، ويُعتنى بها الآن، تشرح عند هؤلاء.
«لها» يعني:
نفسه، ليست لله صلاته؛ لأنه كله هو الله، كل الدنيا هو الله، فأنا أصلي لنفسي؛
لأنني أنا الله. هذا كلامه -والعياذ بالله-.
إن
نفسي صلت لي، ليس هناك صلاة لله، وإنما صلت له هو؛ لأنه هو الله، ولا فرق بينه
وبين الله؛ لأن الكون كله مظهر واحد.
الصفحة 1 / 347