فإنه كان يظن أنه هو الله، فلما حضرت ملائكة الله
لقبض روحه تبين له بطلان ما كان يظنه، وقال الله تعالى: ﴿سَبَّحَ
لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الحديد: 1]،
فجميع ما في السموات والأرض يسبح لله؛ ليس هو الله،
****
«ولهذا كان هذا القائل عند الموت»
هذا القائل هو ابن الفارض؛ كما رُوي هذا عمن حضره عند الوفاة، أنه أدرك ضلاله،
وقال: لقد ضيعت أيامي.
أمنية ظفرت روحي بها زمنًا **** واليوم أحسبها أضغاث
أحلام
تبين
أن ما هو عليه أضغاث أحلام، ليس له حقيقة، وهو باطل، لو كان لا يوجد رب - كما
يقول: والكون كله هو الرب -، ما جاءت الملائكة تقبض روحه، فدلَّ على أنه عبد، وأن
الملائكة رسل من الرب سبحانه وتعالى.
انظر: فإنه كان يظن أنه هو الله في حياته، فلما
جاءه الموت، عرف أنه ليس هو الله.
ومنظومة
ابن الفارض هذه رد عليها بعض العلماء بعنوان: «تنبيه الغبي على كفر ابن عربي»، رد على هذه المنظومة نثرًا، علق
عليها، وهو مطبوع، وعليه تعليق للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله، وهو مطبوع
ومتداول، الذي رد عليها اسمه البقاعي.
هذه
الآية: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ
وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾
ترد على أهل وحدة الوجود الذين سبق ذكر مذهبهم، التسبيح معناه: التنزيه؛ أي: كل
شيء في السماوات والأرض من المخلوقات ينزه الله سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب،
ومن أعظم ذلك هذا المذهب الخبيث، فإن جميع ما في السماوات والأرض ينزه الله منه،
ويبطله، فدلَّ هذا