ثم قال تعالى: ﴿لَهُۥ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٌ ٢ هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ
شَيۡءٍ عَلِيمٌ ٣﴾ [الحديد: 2- 3].
****
على
أن هذه المخلوقات هي غير الله؛ لأنها تسبح الله، وتنزهه عن الباطل، فهي غير الله
عز وجل، هي مخلوقة، والله هو الخالق.
فهو مالك هذه الأشياء، وليست هي هو، لا يمكن أن
يكون شيء واحد المالك والمملوك؛ هناك فرق بين المالك والمملوك، الله له ملك
السماوات والأرض، فالسماوات والأرض ومن فيهن غير الله عز وجل. ﴿يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [الحديد: 2]، يجعل الحياة في
المخلوقات؛ حياة النمو كالنباتات والأشجار، وحياة الحركة كالحيوانات، فالله هو
الذي يجعل فيها الحياة، ثم يميتها، ينزع منها هذه الحياة، تصبح ميتة، فهو يتصرف
فيها سبحانه وتعالى بقدرته، فدلَّ على الفرق بين الخالق والمخلوق.
﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ﴾ [الحديد: 3]، هذا يدل على أنه سبحانه وتعالى ليس قبله شيء، وليس بعده شيء، وليس فوقه شيء، وليس دونه شيء؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ([1])، فدلَّ على بطلان وحدة الوجود. لو كان مذهبها صحيحًا، ما كان هناك أول ولا آخر ولا ظاهر ولا باطن؛ لأن كل شيء واحد، فدلَّ على أنه الأول قبل، وهو الظاهر فوق كل مخلوقاته، الظاهر على أي شيء؛ على مخلوقاته، والباطن الذي لا يخفى عليه شيء، مع كونه ظاهرًا فوق مخلوقاته، لا يخفى عليه شيء في الأرض
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2713).