×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وفي «صحيح مسلم» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: «اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِل التَّوْرَاةِ وَالإِْنْجِيلِ والْقُرْآن، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ» ([1]).

****

 ولا في السماء، ولا يحجبه شيء سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3]، فدلَّ هذا على بطلان مذهب وحدة الوجود؛ لأنه لو كان كما يقولون، ما كان هناك أول ولا آخر، ولا ظاهر ولا باطن؛ لأن الأشياء كلها شيء واحد.

وهذه أسماء متقابلة: الظاهر يقابله الباطن، الأول يقابله الآخر، الظاهر يقابله الباطن؛ فهي متقابلة.

 وهذا الحديث الصحيح يفسر الآية: الأول والآخر، والظاهر والباطن؛ لأن معنى الأول: الذي ليس قبله شيء، والآخر: الذي ليس بعده شيء، والظاهر: الذي ليس فوقه شيء، والباطن: الذي ليس دونه شيء. فهذا الحديث يفسر الآية تفسيرًا واضحًا، ويدل على الفرق بين الخالق والمخلوق، لا كما تقوله وَحدة الوجود؛ فهناك فرق بين الخالق والمخلوق، واضح؟


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).