×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ثم قال: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [الحديد: 4].

****

 هذه الآيات من مطلع سورة الحديد، ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ؛ خلقها بجميع ما فيها، هذا دليل على الفرق بين الخالق والمخلوق، وأن الله هو الخالق، وما سواه فهو مخلوق في ستة أيام، أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، فصل فيها الخلق؛ كما جاء في الحديث: أنه خلق في يوم الأحد كذا، وخلق في يوم... ([1])؛ كما في الآية الأخرى التي تفسر، وتفصل كيفية خلقه للسماوات والأرض في هذه الأيام الست: ﴿۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ [فصلت: 9- 10]، فخلقها في يومين، وتقدير الأشياء التي فيها في يومين، هذه أربعة أيام، ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ ١١ فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ١٢ [فصلت: 11- 12]، إذا جمعت يومين، ويومين، ويومين، كم تكون؟ ستة أيام، هذا تفصيل لما أجمل في هذه الآية في ستة أيام، والله على كل شيء قدير، يقدر أنه يخلقها في لحظة، ولكن خلقها في ستة أيام لحكمة إلهية، وإلا فهو قادر على أن يخلقها في لحظة، ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ؛ أي: علا وارتفع، والعرش هو أعظم المخلوقات، وأعلى المخلوقات،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2789).