وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه
وسلم في صورة دحية الكلبي ، وفي صورة أعرابيٍّ، ويراهم الناس كذلك وقد وصف الله تعالى جبريل عليه السلام بأنه: ﴿ذِي
قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلۡعَرۡشِ مَكِينٖ ٢٠ مُّطَاعٖ ثَمَّ أَمِينٖ ٢١﴾ [التكوير: 20،
21]، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم ﴿رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ
ٱلۡمُبِينِ﴾ [التكوير: 23]
****
فهل الأفكار والقوى النفسية تأتي هكذا؟! هذا
دليل على أن الملائكة ذوات، ولهم وجود في الخارج، وليس في الأذهان فقط.
كذلك
كان يأتي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صورة رجل في الغالب، وعنده أصحابه
يرونه، يرون الرجل، ولا يدرون من هو، يأتي، ويكلم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم
يسمعون، ويخرج على أنه رجل؛ لأنهم لا يطيقون رؤيته، ولم يره صلى الله عليه وسلم
على صورته الملكية إلاَّ في مرتين؛ مرة في الأرض رآه في الأفق المبين - يعني: في
الجو على صورته -، ورآه ليلة المعراج عند سدرة المنتهى، رآه مرتين، وما عدا هاتين
المرتين يأتيه في صورة رجل، وكان جبريل عليه السلام يتصور في صورة دِحية الكلبي،
كان رجلاً حسن الصورة، جميل المنظر، وهو صحابي جليل رضي الله عنه.
وأحيانا يأتي في صورة أعرابي لا يعرفونه، إذا
جاء في صورة دحية، ظنوا أنه دحية، لكن أحيانًا يأتي في صورة أعرابي، ولا يعرفونه؛
كما في حديث جبريل عليه السلام: «كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ كَذَا
وَكَذَا..» ([1]).
وصفه في آخر سورة التكوير: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ ٢٣وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ ٢٤﴾ [التكوير: 23، 24] فوصف جبريل بأن الرسول صلى الله عليه وسلم رآه