ويقولون ما قاله صاحب «الفتوحات»: باب أرض
الحقيقة، ويقولون: هي أرض الخيال . فتعرف بأن الحقيقة التي يتكلم فيها هي
خيالٌ ومحل تصرف الشيطان؛ فإن الشيطان يخيل للإنسان الأمور بخلاف ما هي عليه ، قال
تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ
ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ
يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ ٣٨وَلَن
يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ مُشۡتَرِكُونَ ٣٩﴾ [الزخرف: 36- 39]،
****
صاحب
الفتوحات المكية هو ابن عربي، ليس ابن العربي بالألف واللام؛ هذا من علماء
التوحيد؛ المالكي ابن العربي، وله مؤلفات مفيدة جيدة، أما ابن عربي بدون «أل»، فهذا هو الملحد ابن عربي الطائي،
وهذا يقال له ابن العربي المالكي.
كل
الخيالات عندهم ليس لها حقائق ولا ثبوت، وإنما هي ضلالات وكفريات، يدَّعي أنها
أكمل درجات العلم والإدراك.
﴿وَإِنَّهُمۡ
لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 37]، هؤلاء هم أولياء الشياطين، هم أولياء
الشيطان؛ لأنهم أعرضوا عن ذكر الرحمن؛ فتولاهم الشيطان، ودخل بهم في هذه المهامة
المهلكة والضلالات والظلمات - والعياذ بالله -.
﴿وَمَن
يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ﴾
[الزخرف: 36]؛ يعني: يعمى بصره عن ذكر الرحمن، ولم ينظر فيه: ﴿نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ
لَهُۥ قَرِينٞ﴾ [الزخرف: 36]؛ عقوبة له،
فمن أعرض عن الله وعن محمد رسول الله، تولاه الشيطان: