×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها الضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته، ويكون من هو أكمل ولايةً لله منه مستغنيًا عن ذلك ،

****

الكرامات هذه إنما تحدث لأحد أمرين: إما لحاجة مَن تجري على يده، بأن يكون ضعيف الإيمان، فتقوي إيمانه بالله، أو يكون محتاجًا إلى طعام أو إلى شراب، أو إلى دابة يحمل عليها، أو إلى أن يقويه الله على العبادة، فهي إما لحاجة إيمانية، أو حاجة إنسانية يحتاجها الإنسان، أو تكون لحجَّة في الدين؛ بأن تؤيد ما يقوله ذلك العالم أو ذلك الولي، فتظهره على خصومه، ومثل هذا ما حصل للمؤلف نفسه، المؤلف رحمه الله ضايقه الناس كلهم، وضايقه السلاطين، وسجنوه، وحبسوه، ولم يستطيعوا منعه من مزاولة نشر العلم والدعوة إلى الله، ولم يستطيعوا بعد موته أن يمنعوا أثره الذي امتد على العالم الإسلامي إلى اليوم، هذا من كرامات الأولياء بلا شك، كذلك الإمام أحمد، ما جرى عليه في وقت المأمون ومن جاء بعده من الضرب والإهانة والسجن، وثبت، وفي النهاية أظهره الله، وخذل أعداءه، هذا من كرامات أولياء الله سبحانه وتعالى، هذا من إظهار الحجة، ما يجري لأئمة الدين من الانتصار على خصومهم، هذا من إظهار الحجة في الدين.

هذا سؤال قد يرِد، أو هو وارد بالفعل، وهو: هل لا بد أن الولي تجري على يده كرامات، لا، ليس بلازم، وإذا لم تجر على يده كرامة، فلا يدل هذا على نقص ولايته، فهناك من أولياء الله من هم من


الشرح