×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

مثل انشقاق القمر، وتسبيح الحصا في كفه، وإتيان الشجر إليه، وحنين الجذع إليه ،

****

لأن الولي ما حاز على ذلك، ولا حصل عليه إلاَّ باتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، فكرامات الأولياء معجزات للأنبياء.

 من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، لما اقترح عليه المشركون أن يشق القمر، فالله عز وجل شق القمر، فجعله فلقتين: فلقة على أبي قبيس، وفلقة على قعيقعان، فصار الناس ينظرون إليه، قال عز وجل: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ ١ وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ ٢ [القمر: 1- 2]، لما انشق القمر، قالوا: سَحَرنا محمد، هذا سحر، وليس معجزة له.

سَبَّح الحصا في كفِّه صلى الله عليه وسلم، حتى سمع الناس تسبيحه، هذه معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.

كان صلى الله عليه وسلم إذا ذهب لحاجته يستتر، فلما ذهب لقضاء حاجته، لم يجد شجرة يستتر بها، إلاَّ شجرًا متفرقًا، فدعاه صلى الله عليه وسلم، فاجتمع له، واستتر به صلى الله عليه وسلم بأمر الله، فهذه معجزة رآها الناس من حديث جابر رضي الله عنه، الذي ذهب معه يحمل معه الماء، رأى هذا.

حنين جذع النخلة إليه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم في أول الأمر كان يخطب على جذع نخلة، يتكئ عليه حال الخطبة، ثم صُنِع له منبر، فصار يخطب على المنبر، فحنَّ الجذع إليه، بكى كما يبكي الغلام والطفل الصغير؛ لأنه فقد الذِّكر الذي كان يسمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم، فسمع الناس حنين الجذع. فهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.


الشرح