×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وإخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس، وإخباره بما كان وما يكون ،

****

ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، الإسراء إلى بيت المقدس، وبينه وبين المسجد الحرام مسافات، وعروجه إلى السماء، ثم نزوله إلى بيت المقدس، ورجوعه إلى مكة في ليلة واحدة، فأصبح وحدَّث الناس بذلك، فحصلت فتنة عظيمة، وفرح المشركون بالتنفير من رسول الله، وقالوا: إنه كذاب، كيف يذهب في ليلة واحدة، ويأتي إلى بيت المقدس، ونحن نضرب أكباد الإبل كذا وكذا من المدة والمسافة؟! فكأنهم بذلك أظهروا كذب النبي صلى الله عليه وسلم، وأثَّروا على ضعاف الإيمان.

أبو بكر رضي الله عنه لما قالوا له: أما علمت بما قال صاحبك؟ قال: لا. قالوا: إنه يقول: إنه ذهب إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء، وعاد في ليلة واحدة، فقال رضي الله عنه: إن كان قال هذا، فقد صدق صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يكذِّب الرسول صلى الله عليه وسلم أبدًا، يصدِّقه في الوحي، فكيف لا يصدقه بهذه الحادثة الغريبة؟ هذه قوة الإيمان واطمئنان الإيمان في القلب، الذي لا يتزحزح عند الفتن، طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف لهم بيت المقدس؛ لأنهم يعرفون علاماته، وهو قائم يحدثهم عن ذلك، فرفع الله بيت المقدس، وجعله أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، وهو في مكة، ويصفه لهم، فعند ذلك حَيَّرهم، وبهتهم، هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

من معجزاته صلى الله عليه وسلم إخباره بما يطلعه الله عليه من الغيوب الماضية والمستقبلة، يخبر عن الغيوب التي أطلعه الله عليها، الله هو الذي يعلم الغيب، ولكن يطلع أنبياءه على شيء من الغيب:


الشرح