×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وإتيانه بالكتاب العزيز ،

****

 ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَ [البقرة: 255]، ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ [الجن: 26- 27]، فالله يطلع الأنبياء على شيء من الغيب؛ ليخبروا به الناس؛ لأجل إقامة الحجة عليهم. هذا من المعجزات؛ لأن الغيب لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

أخبر صلى الله عليه وسلم عن الأمم الماضية، وأخبر عن المستقبل، وكان خبره عن المستقبل وعن الماضي يأتي كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وحتى أنه لما انشق القمر، وكذبه أهل مكة، جاء المسافرون من البراري، وأخبروا أن القمر انشق في تلك الليلة.

أعظم المعجزات هذا القرآن الذي أتى به، وهو أمي لا يقرأ، ولا يكتب صلى الله عليه وسلم، وجاء بهذا القرآن الذي أعجز الجن والإنس: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا [الإسراء: 88]، هذه الآية نزلت في مكة قبل الهجرة، تحداهم، وهو في مكة، لا يأتون بمثله؛ يعني: لا حاضرًا، ولا مستقبلاً، ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٣ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ ٢٤ [البقرة: 23- 24]،﴿وَلَن هذه للمستقبل، إلى أن تقوم الساعة: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: 24]، تحدَّاهم الله أن يأتوا بمثل القرآن، فعجزوا، تحدَّاهم أن يأتوا بعشر سور، فعجزوا، تحدَّاهم الله أن يأتوا بسورة،


الشرح