وتكثير الطعام والشراب مراتٍ كثيرة، كما أشبع في
الخندق العسكر من قدر طعام وهو لم ينقص في حديث أم سلمة المشهور.
****
فعجزوا، عجزوا أن يأتوا بمثل ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ
أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، ﴿إِذَا جَآءَ
نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾
[النصر: 1] عجزوا أن يأتوا بمثله، فهذا أعظم البراهين، وهذا هو المعجزة الباقية،
القرآن هو المعجزة الباقية المستمرة إلى أن تقوم الساعة، فهذا هو أعظم معجزاته صلى
الله عليه وسلم.
ومن
معجزاته صلى الله عليه وسلم تكثير الشيء القليل من الطعام والشراب، فكان إذا وضع
يده في الطعام أو دعا، فإن الطعام القليل يشبع الجماعات الكثيرة، ويبقى منه. إذا
كان الناس عطاشًا، وليس عندهم ماء في الصحاري في الأسفار، فإنه صلى الله عليه وسلم
يضع يده في الماء القليل، حتى يفور من بين أصابعه، فيكفي الناس الحاضرين معه -
وهذا سيأتي -، فيشربون ويتوضؤون من ماء أصله قليل، فهذا من معجزاته صلى الله عليه
وسلم.
في غزوة الخندق، والخندق المراد به: الحفر الذي حفره النبي صلى الله عليه وسلم حول المدينة ليمنع المشركين من دخول المدينة، لما غزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقعة الأحزاب، أشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه أن يحفر خندقًا حول المدينة، فحفره هو وأصحابه، فلما وصل المشركون، لم يستطيعوا تجاوزه، وقالوا: هذه مكيدة لا تعرفها العرب، هذه مكيدة - يعني: حفر الخندق - لا تعرفها العرب. فنفع الله بهذا الخندق، وكانوا يحفرون الخندق، ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم يحفر، فكأن أم سليم - أم أنس رضي الله عنه أم أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم - رأت في وجه