ودين عبد الله أبي جابر لليهودي وهو ثلاثون وسقًا،
قال جابرٌ: فأمر صاحب الدين أن يأخذ التمر جميعه بالذي كان له فلم يقبل، فمشى فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لجابر: «جُذَّ لَهُ» فوفاه الثلاثين وسقًا،
وفضل سبعة عشر وسقًا ([1])، ومثل هذا كثير
قد جمعت نحو ألف معجزةٍ .
وكرامات الصحابة
والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرةٌ جدًّا ؛
****
وكذلك قصة دَين عبد الله بن حرام رضي الله عنه،
الذي استشهد في وقعة أحد. والِد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان عليه دَين
ليهودي، وهو ثلاثون وسقًا من التمر، والوسق: ستون صاعًا، وهو مبلغ كبير، وثمرة
النخل قليلة، فطلبوا من اليهودي أن يأخذ ثمر النخل وينتهي، فأبى إلاَّ أن يأخذ
دينه كله، جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومشى في حائط عبد الله، وقال له: جذ له، فجعل
يجذ له، حتى وفَّاه ثلاثين وسقا، وبقي سبعة عشر وسقا، هذا من معجزاته صلى الله
عليه وسلم.
قوله:
«ومثل هذا كثيرٌ قد جمعت نحو ألف معجزةٍ»؛
مثل هذه المعجزات للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، إنما هذه نماذج منها. جمع له
صلى الله عليه وسلم نحو ألف معجزة، تسمى بدلائل النبوة، ومنها كتاب دلائل النبوة
للبيهقي، ولأبي نعيم وغيرهم. هذه معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه أمثلة
منها، أما كرامات الأولياء، كرامات أصحابه صلى الله عليه وسلم، فهي كثيرة أيضًا.
ليست الكرامات مقصورة على الصحابة رضي الله عنهم، بل تجري على التابعين، وأتباعهم، وسائر المؤمنين.
الصفحة 1 / 347