وهذا مع كفره العظيم متناقض ظاهر، فإن الوجود إذا
كان واحدًا فمن المحجوب ومن الحاجب؟ ولهذا قال بعض شيوخهم لمريده. من قال لك: إن
في الكون سوى الله فقد كذب. فقال له مريده: فمن هو الذي يكذب؟.
وقالوا لآخر: هذه
مظاهر. فقال لهم: المظاهر غير الظاهر أم هي؟ فإن كانت غيرها فقد قلتم بالنسبة، وإن
كانت إياها فلا فرق .
وقد بسطنا الكلام
على كشف أسرار هؤلاء في موضع آخر، وبينا حقيقة قول كل واحد منهم، وأن صاحب
«الفصوص» يقول المعدوم شيء، ووجود الحق قاض عليه، فيفرق بين الوجود والثبوت.
****
مريده
رد عليه، مريده يعني: تلميذه، قال الشيخ: من قال لك إن في الكون سوى
الله، فقد كذب. الكون عنده هو الله، فمن قال: إن في الكون شيء سوى الله،
فهو كاذب، يقول كذا، فقال له تلميذه: إذًا من الكاذب؟ صار الكاذب غير
الصادق، صار هناك صادق وكاذب، فصار هناك انقسام، فخصمه تلميذه.
هذه الأشياء مظاهر الله؛ يعني: الجبل، والكلب،
والحمار، هذه مظاهر الله عندهم؛ لأنه ليس هناك انقسام.
هذا
موجود في مجموع الفتاوى الكبير، فيه الرد عليهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد