×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وهذا مع كفره العظيم متناقض ظاهر، فإن الوجود إذا كان واحدًا فمن المحجوب ومن الحاجب؟ ولهذا قال بعض شيوخهم لمريده. من قال لك: إن في الكون سوى الله فقد كذب. فقال له مريده: فمن هو الذي يكذب؟.

وقالوا لآخر: هذه مظاهر. فقال لهم: المظاهر غير الظاهر أم هي؟ فإن كانت غيرها فقد قلتم بالنسبة، وإن كانت إياها فلا فرق .

وقد بسطنا الكلام على كشف أسرار هؤلاء في موضع آخر، وبينا حقيقة قول كل واحد منهم، وأن صاحب «الفصوص» يقول المعدوم شيء، ووجود الحق قاض عليه، فيفرق بين الوجود والثبوت.

****

مريده رد عليه، مريده يعني: تلميذه، قال الشيخ: من قال لك إن في الكون سوى الله، فقد كذب. الكون عنده هو الله، فمن قال: إن في الكون شيء سوى الله، فهو كاذب، يقول كذا، فقال له تلميذه: إذًا من الكاذب؟ صار الكاذب غير الصادق، صار هناك صادق وكاذب، فصار هناك انقسام، فخصمه تلميذه.

 هذه الأشياء مظاهر الله؛ يعني: الجبل، والكلب، والحمار، هذه مظاهر الله عندهم؛ لأنه ليس هناك انقسام.

هذا موجود في مجموع الفتاوى الكبير، فيه الرد عليهم.


الشرح