×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فذكر أن السموات والأرض - وفي موضع آخر -: ﴿وَمَا بَيۡنَهُمَا [السجدة: 4] مخلوق مسبح له وأخبر سبحانه أنه يعلم كل شيء .

****

 فوق المخلوقات، والله فوق العرش،﴿ٱسۡتَوَىٰ أي: علا، وارتفع عز وجل، ومع علوه على العرش لا يخفى عليه شيء في قعر البحار، وفي أي مكان: ﴿يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا؛ ما يدخل في الأرض: من الأموات، والمخزونات، وما يخرج منها من النباتات، والمعادن، ﴿وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ؛ من الماء والمطر، ومن الملائكة، ومن الأرزاق، ﴿وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ؛ يعني: يصعد إليها: من الملائكة، والأعمال، أعمال بني آدم كلها تصعد إلى الله عز وجل، وهذا دليل على علو الله سبحانه وتعالى، ثم قال: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ؛ معكم أيها الناس: المؤمنون والكفار، هذه معية عامة، معكم بعلمه وإحاطته، مع أنه فوق العرش، فهو معكم، قريب منكم، لا تخفون عليه، ﴿أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ في أي مكان كنتم، فهو معكم، لا تخفون عليه، لا تغيبون عن علمه سبحانه وتعالى، ولا تحتجبون من رؤيته، بل هو يراكم أينما كنتم: ﴿وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ، لا تخفى عليه أعمالكم؛ يبصرها ويراها سبحانه وتعالى، وهو فوق عرشه، فهذه المعية معية عامة لجميع المخلوقات، ومعناها: الإحاطة، وليس معناها: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أي: ليس مختلطًا بكم - كما تقوله الحلولية -، بل هو معنا بعلمه، وإحاطته، ورؤيته، وبصره سبحانه وتعالى، وسمعه، هذه المعية ليست معية اختلاط.

وما بين السماء والأرض خلقه الله، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا [السجدة: 4]؛ أي: وخلق ما بينهما من


الشرح