×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأما قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ [الحديد: 4]، فلفظ: «مع» لا تقتضي في لغة العرب أن يكون أحد الشيئين مختلطًا بالآخر،

****

 الأجواء، وما يكون في هذه الأجواء من المخلوقات - من الطيور، والطائرات -، وما يكون بين السماء والأرض من السحاب المسخَّر بينهما؛ فلا يخفى عليه شيء.

 هذا رد على المؤولة الذين يقولون: أنتم تمنعون التأويل، وأنتم أولتم هذه الآية؛ لأن ظاهرها مختلط معنا؛ لأن المعية كالاختلاط، فأنتم قلتم: وهو معنا بعلمه. وظاهرها أنه معنا بذاته - تعالى الله عن ذلك - فأنتم تمنعون التأويل، وتؤولون! قال الشيخ رحمه الله: هذا خطأ؛ لأن المعية ليس معناها محصورًا في الاختلاط والمقارنة، وإنما المعية لها معان، وليس معناها محصورًا في الاختلاط والمقارنة والمخالطة. هذا فهمكم، المعية لها معان، بحسب مواردها في لغة العرب؛ تقول: مازلنا نسير، والقمر معنا. هل القمر يمشي معك في الأرض أو في السماء؟ القمر في السماء، ومع هذا تقول: والقمر معنا. أي: معنا ضياؤه ونوره. وأيضًا هو بجرمه كأنه في كل مكان، كل الناس يرونه على وجه الأرض، كلٌّ يرونه، كلٌّ يقول: هذا القمر عندنا. وهو مخلوق، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ؟ فالمعية لها معان، معناها هنا الإحاطة والعلم بما يكون من عباده وأعمالهم، فمن معنى المعية: الإحاطة، ومن معناها: الاختلاط والمقارنة، وهذا ليس مرادًا هنا، ولها معان، ومنها المصاحبة، تقول: القمر معنا. يعني: مصاحب لنا. منها المصاحبة، فحَصْر المعية بأنها الاختلاط هذا غلط، تقول: فلان


الشرح