كقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]،
وقوله تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ
وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُ﴾ [الفتح: 29]،
وقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ
بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ مِنكُمۡۚ﴾ [الأنفال: 75].
****
معي. نعم، يمكن أن تكون مختلطًا أنت وإياه،
تمشون جميعًا، أو تجلسون جميعًا، فلان معي، لكن «الله معنا» لا، هذا يختلف، معية غير معية المخلوق مع المخلوق، هذه
معية خالق مع المخلوقين.
فليس
هذا من التأويل، وإنما هذا من التفسير - تفسير المعنى المراد -، فليس تأويلاً،
وإنما هو تفسير.
كونوا
معهم في العقيدة، كونوا معهم في المحبة، كونوا معهم في الدين، ولو أنت بالمشرق،
وهم بالمغرب، أنت معهم، أنت مع الصادقين في أي مكان، فهذه المعية لا تقتضي
المخالطة. إذا كان هذا بين المخلوقين فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ؟! يعني ما تكون
مع الصادقين إلاَّ إذا كانوا بجنبك؟ لا، تكون مع الصادقين - لو أنت بالمشرق، وهم
بالمغرب - في المذهب، والدين، والعقيدة، والمحبة، والنصرة، والموالاة، أنت معهم.
﴿وَٱلَّذِينَ
مَعَهُۥٓ﴾ [الفتح: 29]، سواء الذين في عصره -
وهم صحابته -، أو الذين اتبعوه إلى أن تقوم الساعة، هذه صفاتهم: أشداء على الكفار،
رحماء بينهم، هذه صفات المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم في أي وقت، ليست خاصة
بالذين كانوا معه، ويسكنون إلى جانبه، ويمسون معه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱلَّذِينَ
مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ﴾ [الفتح: 29]، هذه
الصفحة 8 / 347