المِرة: الهيئة الحسنة، ﴿ذُو
مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ ٦وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨﴾ [النجم: 6- 8]؛ دنا جبريل عليه السلام من محمد صلى الله
عليه وسلم، ﴿ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّىٰ ٨فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ٩فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ
مَآ أَوۡحَىٰ ١٠﴾ [النجم:
8- 10]؛ أي: عبد الله، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿فَأَوۡحَىٰٓ
إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ ١٠مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ ١١أَفَتُمَٰرُونَهُۥ
عَلَىٰ مَا يَرَىٰ ١٢وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ
١٤﴾ [النجم: 10- 14]؛ ليلة
المعراج، هذه المرة الثانية، والشاهد من هذا: أن جبريل عليه السلام يُرى في
الخارج، وليس هو في الذهن، وإنما هو يُرى في الخارج، ويأتي، ويدخل، ويخرج،
والملائكة جاؤوا إبراهيم، دخلوا وخرجوا، ليسوا صورًا ذهنية، أو تخيلات؛ كما تقوله
الفلاسفة. ﴿ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ﴾؛ استوى يعني: ارتفع. ﴿فَكَانَ
قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ﴾؛
قرب جبريل عليه السلام من محمد صلى الله عليه وسلم في الأفق، لمَّا عُرج بالرسول
صلى الله عليه وسلم. ﴿فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ
عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ﴾؛
أوحى جبريل عليه السلام، أو أوحى الله إلى محمد بواسطة جبريل عليه السلام ما أوحى
من كلامه سبحانه وتعالى. ﴿مَا
كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ﴾؛
الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عما رأى، ولم يكذب في قوله صلى الله عليه
وسلم. ﴿أَفَتُمَٰرُونَهُۥ
عَلَىٰ مَا يَرَىٰ﴾؛ تمارونه:
تجادلونه، وتوهمونه.
﴿مَا
زَاغَ ٱلۡبَصَرُ ٰ﴾ [النجم:
17]؛ يعني: انحرف، ﴿وَمَا طَغَى﴾ [النجم: 17]؛ يعني: تعدى المكان المخصص له صلى الله عليه
وسلم، فهو لم ينحرف، ولم يتعد.
الصفحة 2 / 347