لكن خوارق هؤلاء يعارض بعضها بعضًا، وإذا حصل من
له تمكن من أولياء الله تعالى أبطلها عليهم، ولا بد أن يكون في أحدهم من الكذب
جهلاً أو عمدًا، ومن الإثم ما يناسب حال الشياطين المقترنة بهم؛ ليفرق الله بذلك
بين أوليائه المتقين وبين المتشبهين بهم من أولياء الشياطين .
قال الله تعالى: ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ [الشعراء: 221، 222]، والأفاك: الكذاب، والأثيم:
الفاجر .
****
وتبطل عند ذكر الله عز وجل، خوارق الشيطان تبطل
عند ذكر الله، كرامات الأولياء تزيد مع ذكر الله عز وجل، وتقوى.
لما
ناظر شيخ الإسلام البطاحية - الذين هم الرفاعية -، قالوا: نحن ندخل النار،
ولا تضرنا، فقال لهم: أنا أدخل معكم النار بشرط أننا نغسل أرجلنا، هم كانوا
يضعون على أرجلهم أشياء مضادة للنار، ويمرون عليها، ويقولون: دخلنا فيها؛
لأنهم وضعوا على أرجلهم واقيا، قال: أنا أدخل معكم النار، لكن نغسل أرجلنا بكذا
وكذا قبل الدخول، فلما قال ذلك، أبوا؛ لأنه عرف مكرهم وحيلهم.
لأنهم
قالوا: إن القرآن إنما هو سحر، تنزلت به الشياطين على محمد.
قال الله عز وجل: ﴿وَمَا
تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ
٢١١إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ ٢١٢﴾
[الشعراء: 210- 212]، إلى أن قال: ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ [الشعراء: 221- 222]،
الشياطين ما تتنزل على أولياء الله، إنما تتنزل على أعداء الله؛ لتفتنهم.