×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي، وهو سماع المشركين، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ [الأنفال: 35]. قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما وغيرهما من السلف: التصدية: التصفيق باليد، والمكاء: مثل الصفير. فكان المشركون يتخذون هذا عبادةً .

****

 هذا فرق آخر بين خوارق الشيطان وكرامات الرحمن: كرامات الرحمن تقوى مع ذكر الله عز وجل، وخوارق الشيطان تقوى مع المعاصي، مع الغناء والدفوف؛ لذلك يحضرون الدفوف، و يقولون: نحن أولياء، ويحضرون الدفوف والمغنين، ويغنون، ويضربون الدفوف، ويسمون هذا ذكرًا لله، وهو ذكر للشيطان. هذا لهو وباطل، فخوارقهم تنشط مع المعاصي والدفوف والمزامير، والأغاني الماجنة، أما كرامات الأولياء، فإنما تزيد بذكر الله سبحانه وتعالى، وبطاعة الله، هذا فرق.

سماع المشركين: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ الكعبة ﴿مُكَآءٗ، وهو الصفير، ﴿وَتَصۡدِيَةٗۚ، وهو التصفيق، يصفرون ويصفقون، ومن العجائب أنه في المباريات تسمع التصفيق والصفير، أما تسمعون هذا؟ سبحان الله! تسمع عندهم تصفيق وصفير، هذا من أين ورثوه؟ ورثوه من المشركين. فيتخذون التصفيق والصفير عبادة، وهو معصية. 


الشرح