×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وأما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعبادتهم ما أمر الله به من الصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك والاجتماعات الشرعية، ولم يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على استماع غناء قط، بكف ولا بدف ولا تواجد ولا سقطت بردته، بل كل ذلك كذب باتفاق أهل العلم بحديثه .

****

 ما اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه على الأغاني والدفوف، وإنما يجتمعون على تلاوة القرآن، على ذكر الله، وعلى دروس العلم. هذا الذي يجتمعون عليه، أما أولئك، فيجتمعون على المكاء والتصدية، والطبول، والمزامير، والأغاني التي تفسد القلوب، وتلهي عن ذكر الله سبحانه وتعالى.

يكذبون على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: إنه حضر مجلس صوفية، وسمع الغناء:

قد لسعت حية الهوى كبدي **** فلا طبيب لها ولا راقي

يقولون: لما سمع الرسول هذا البيت، تمايل، حتى سقطت بُرْدته. وهذا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله أن الله قيَّض لأحاديث الرسول الحفَّاظ المتقنين الذين نقدوها، وأخرجوا صحيحها من ضعيفها، من موضوعها، وميزوها؛ فلم يتمكن هؤلاء من الدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا مصداق لقوله عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، فلا يتمكن ملحد أو منافق أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لوجود هؤلاء الحفَّاظ. 


الشرح