وأعرف
من يخاطبهم الحجر والشجر وتقول: هنيئًا لك يا وليَّ الله، فيقرأ آية الكرسي فيذهب
ذلك .
وأعرف من يقصد صيد
الطير فتخاطبه العصافير وغيرها، وتقول: خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون الشيطان قد
دخل فيها كما يدخل في الإنس ويخاطبه بذلك، ومنهم من يكون في البيت وهو مغلق فيرى
نفسه خارجه وهو لم يفتح وبالعكس،
****
إذا
أحس بهذا، وسمع هذا الصوت، فإنه يلجأ إلى الله، ويقرأ آية الكرسي، التي تطرد
الشياطين، ولا تقرب من قرأها، فيذهبون، لو كانت كرامات، ما ذهب، وإنما هي خداع من
الشيطان، فإذا قرأ آية الكرسي، فإن الشيطان يهرب وينهزم، فهي حصن للمسلم؛ آية
الكرسي وغيرها من القرآن، لكن هي بالذات حصن للمسلم، يتحصن بها من الشياطين.
الشيطان
يتلبس بالطير، الشيطان أعطاه الله قدرة على هذا، ﴿كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة: 275]، أعطاه الله قدرة على ملابسة الناس
والدواب، يتكلم على ألسنتها، ويظن الناس أنه نفس المخلوق هو الذي يتكلم، مع أنه
شيطان.
يحمله الشيطان، يظن أن هذا كرامة؛ أنه طلع من
البيت بدون فتح الباب، ويظن أن هذا كرامة، مع أنه شيطان، حمله الشيطان، الشيطان
عنده مقدرة؛ يدخل في البيوت، ويخرج منها، وهي مغلقة، يدخل ويخرج وهي مغلقة، ويحمل
معه هذا المغرور، ويظن أن هذه كرامة له.
أو
تتشكل على شكل أنوار، ويظن أن هذا ملك أو أن هذه أنوار، أو ملائكة، وهي شياطين
تتلوَّن كالغيلان. أو يحضر له من يطلبه؛ مثل: له ابن أو قريب بعيد وبينه وبينه
مسافات، وهو مشفق على رؤيته، ينتهز الشيطان هذا الشيء، فيحضر هذا الشخص، يحمله في
الهواء، ويحضره عند قريبه، ويظن هذا المخدوع أن هذه كرامة له.