×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

والخلق كلهم داخلون تحت حكم المشيئة، ويقول شاعرهم:

أصبحت منفعلاً لما تختاره **** مني ففعلي كله طاعاتٌ

وكل كلامٍ في الوجود كلامه **** سواءٌ علينا نثره أو نظامه

ومعلومٌ أن هذا خلاف ما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه؛ فإن المعصية التي يستحق صاحبها الذم والعقاب مخالفة أمر الله ورسوله،

****

 قدرية، بخلاف إرادة الله؛ فمنها ما هو قدري، ومنها ما هو شرعي.

 أنا أفعل بموجب القدر، فأكون مطيعًا على كل حال، إن زنا، وإن صلى، كله طاعة؛ لأنه موافق للقدر، ويقول آخر:

وكل كلامٍ في الوجود كلامه **** سواءٌ علينا نثره أو نظامه

«وكل كلامٍ في الوجود كلامه»؛ يعني: كلام الله، «سواءٌ علينا نثره أو نظامه»؛ يعني: النثر والنظم كله كلام الله، والكذب والصدق كله كلام الله. تعالى الله عما يقولون!

 بلا شك، مع أن الله فرق بين القدر وبين الشرع، سيأتي قوله عز وجل: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ [الأعراف: 54] بين الخلق والأمر فرق. هناك فرق بين المعصية والطاعة.

 المعصية مخالفة الأمر الشرعي، الله أمر بالطاعة، وأمر بالعبادة، وأمر بصلة الأرحام، وأمر ببر الوالدين، هذا الأمر الشرعي. أما القدري، فهذا لا حجة فيه لأحد، هذا فعل الرب سبحانه وتعالى، ونحن لا نخاصم الرب ونجادل الرب، إنما نجادل أنفسنا، ونحاسب


الشرح