كما قال تعالى: ﴿تِلۡكَ
حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن
تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٣
وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا
فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ١٤﴾ [النساء: 13، 14]، وسنذكر
الفرق بين الإرادة الكونية والدينية، والأمر الكوني والديني .
****
أنفسنا: لماذا فعلت كذا؟ ولماذا تركت كذا؟ فأنت
لا تجعل نقاشك مع رب العالمين، وإنما تجعل نقاشك ومحاسبتك مع نفسك: لماذا فعلت
كذا؟ لماذا تركت كذا، وأنا أقدر على فعله، وأقدر على ترك كذا؟ لماذا ضيعت وقتي،
وأنا مأمور بحفظه؟ هكذا، أنت حاسب نفسك، اشتغل بمحاسبة نفسك، ولا تشتغل بالقضاء
والقدر، ومحاسبة القضاء والقدر؛ هذا شأن الله عز وجل.
﴿تِلۡكَ
حُدُودُ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 13]، حدوده محارمه التي
حدَّها لعباده، فلا تتعدى، ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن
يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [البقرة: 229]؛ يعني: المحرمات، وأيضًا حدود الله هي
المباحات، حدود الله التي هي المحرمات لا تقرب: ﴿تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ﴾ [البقرة: 187]، وأما المباحات، فهي لا تتعدى، ﴿تِلۡكَ حُدُودُ
ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [البقرة: 229].
الإرادة إرادتان: إرادة كونية، وهي التي
يخلق الله بها الأشياء، ويوجد بها الأشياء، وهذه لا بد من وقوعها، أما الإرادة
الشرعية، فهي الأمر والنهي: ﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ٢٧ يُرِيدُ ٱللَّهُ
أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ