دخولها، وتسمى غزوة الأحزاب؛ لأن المشركين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاؤوا يريدون القضاء عليه وعلى أصحابه، ﴿ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ﴾ يعني: النصر: ﴿إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ﴾؛ جنود الكفار، ليسوا قريشًا فقط، معهم قبائل العرب الكثيرة؛ ولذلك سموا بالأحزاب، ﴿إِذۡ جَآءَتۡكُمۡ جُنُودٞ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا﴾، لما طال الحصار على المسلمين، أنزل الله عليهم في ليلة من الليالي ريحًا شديدة، قلعت خيامهم، وحصبتهم بالحصباء، ووقع الرعب في قلوبهم، فانهزموا، ونزلت الملائكة أيضًا مع الريح، فألقت الرعب في قلوب الكفار، فانهزموا مسرعين، ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا ٢٥وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦﴾ [الأحزاب: 25: 26]، من هم الذين ظاهروهم وأعانوهم؟ يعني: يهود يني قريظة، خانوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقضوا العهد؛ لأنهم عاهدوا الرسول على أنه إذا غُزِيت المدينة أن يقاتلوا معه، فلما جاءت الأحزاب، نقضوا العهد، وانضموا على الأحزاب، ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ﴾ [الأحزاب: 10] غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انصراف المشركين وهزيمتهم، وحاصرهم، حتى نزلوا من حصونهم، وحكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه؛ لأنهم طلبوا تحكيمه، فحكم أن تقتل مقاتلتهم، وأن تسبى نساؤهم وأولادهم وأموالهم؛ نتيجة لنقضهم العهد، ﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الأحزاب: 26]؛ يعني: اليهود ﴿مِن صَيَاصِيهِمۡ﴾ [الأحزاب: 26]؛