وقال تعالى: ﴿إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ
تَرَوۡهَا﴾ [التوبة: 40]،
****
قصورهم
وحصونهم، ﴿وَأَنزَلَ
ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا ٢٦وَأَوۡرَثَكُمۡ
أَرۡضَهُمۡ وَدِيَٰرَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُمۡ وَأَرۡضٗا لَّمۡ تَطَُٔوهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٗا ٢٧﴾
[الأحزاب: 26: 27]، وهي خيبر التي كانت عند اليهود، أورثهم الله إياها بعد ذلك.
فالحاصل:
أن هذا نتيجة الصبر والثبات للمؤمنين؛ أن المؤمنين تكون معهم الملائكة، والكفار
تكون معهم الشياطين.
وكذلك في موقف ثالث، وهو حالة الرسول صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة واللحاق بأصحابه، أرادوا منعه، وتشاوروا فيه، واجتمعوا، ﴿وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ﴾ [الأنفال: 30]؛ يعني: بالحبس ﴿أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30]، فأخرجه من بينهم، وهم لا يشعرون، وذهب هو وصاحبه إلى غار ثور جنوب مكة، واختفيا فيه، أخذ المشركون يطلبونه بكل وسيلة، وجعلوا الجوائز لمن يأتي بهم، وبحثوا عنهم، حتى وقفوا عليهم في الغار، ولم يروهم، صرف الله أبصارهم عنهم: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا﴾ [التوبة: 40]؛ يعني: الملائكة، الملائكة نزلت لتأييد الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فخرجوا من الغار، وركبوا الرواحل، وذهبوا على المدينة بسلامة الله، لم يتعرض لهم أحد حتى وصلوا إلى المدينة، هذه نتيجة الصبر والثبات، والجهاد في سبيل الله.