وقال تعالى: ﴿إِذۡ
تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ
ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ ١٢٤بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ
وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ١٢٥﴾ [آل عمران: 124، 125].
****
﴿إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ﴾؛
يعني: أبا بكر الصديق، هذه شهادة لأبي بكر بالصُّحبة، شهد الله له بالصحبة: ﴿إِذۡ يَقُولُ
لِصَٰحِبِهِۦ﴾، فإذا قيل لك: من هو
الصحابي الذي شهد الله له بالصحبة؟ هو أبو بكر رضي الله عنه: ﴿إِذۡ يَقُولُ
لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ﴾،
وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال أبو بكر خائفًا على رسول الله منهم: يا
رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم مطمئنًا
له: «مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ
ثَالِثُهُمَا» ([1])،
فأنزل الله ما أنزل، ورد الكفار خائبين، وحمى رسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه
منهم، كانا اثنين، وأهل مكة كلهم خرجوا في طلبهم، كانا اثنين، وما قدروا على أن
يسيطروا عليهم: ﴿ثَانِيَ
اثْنَيْنِ﴾، ما معهم أحد.
هذا قيل: إنه في غزوة بدر، وقيل: إنه في غزوة أحد؛ أن الله سبحانه وتعالى أمد المسلمين بالقوة والنصر: ﴿إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ﴾ [آل عمران: 124]، قال الله عز وجل: ﴿بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا﴾ [آل عمران: 125]؛ يعني: من جهتهم،﴿هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ [آل عمران: 125]؛ يعني: مُعَلَّمين بعلامات ليست من علامات البشر، أو خيولهم معلَّمة، قيل: إن عليهم عمائم بيض، وقيل: إن خيولهم لها
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4663)، ومسلم رقم (2381).
الصفحة 4 / 347