×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وبين الديني الذي أمر به وشرعه، وأثاب عليه، وأكرمهم وجعلهم من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين وجنده الغالبين؛ وهذا من أعظم الفروق التي يفرق بها بين أولياء الله وأعدائه، فمن استعمله الرب سبحانه وتعالى فيما يحبه ويرضاه ومات على ذلك كان من أوليائه، ومن كان عمله فيما يبغضه الرب ويكرهه ومات على ذلك كان من أعدائه .

****

  الله فرَّق بين هذه الأشياء الكونية والشرعية، وفرَّق بين أوليائه وأولياء الشيطان، فالذين يتبعون شرعه وأمره هؤلاء أولياء الرحمن، والذين يتبعون قدره، ويخالفون شرعه، و يقولون: لا فرق بينهما. هؤلاء أولياء الشيطان.

فالله فرق بين المؤمنين والكفار، والمطيعين والعاصين، ولم يجعلهم سواء، وإن كان قدر عليهم جميعًا الطاعة والمعصية، والكفر والإيمان، فهو فرق بينهما في الجزاء: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار؛ فلم يكونوا سواء: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦ [القلم: 35- 36]، هذا خلاف العدل، الله عز وجل حكم عدل، لا يمكن أن يسوي بين المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، والمؤمن والمنافق، لا يمكن أن يسوي بينهم؛ لأن المطيع اتبع أمره وشرعه ودينه، والعاصي اتبع معصيته والكفر به والشرك، ففرق بين العملين، وفرق بين العبدين، وفرق بين الجزاءين عند الله سبحانه وتعالى. فعدم التفريق بين هؤلاء إلحاد في آيات الله سبحانه وتعالى، وقد نجمت في هذا العصر فكرة خبيثة، وهي الحرية، وأن الناس أحرار، وأنهم لا حجر عليهم، ولا مصادرة لآرائهم


الشرح