فالإرادة الكونية هي مشيئته لما خلقه، وجميع
المخلوقات داخلة في مشيئته وإرادته الكونية، والإرادة الدينية هي المتضمنة لمحبته
ورضاه المتناولة لما أمر به وجعله شرعًا ودينًا .
وهذه مختصة
بالإيمان والعمل الصالح ،
****
وأفكارهم، ولا يتقيدون بالشرع، وأن كل إنسان
يقول ما يفعل، ويكتب ما يريد، ولو كان كفرًا وإلحادًا؛ هذا من حرية الرأي، يقولون:
من حرية الكلمة. هذا خروج عن شرع الله سبحانه وتعالى، هذا يشبه قول هؤلاء «حزب الشيطان»، الذين لا يفرقون بين
الشرع والقدر.
المشيئة
هذه لا تنقسم، لا تكون إلاَّ كونية، المشيئة لا تكون إلاَّ كونية، وهي ترادف الإرادة
الكونية.
جميع
المخلوقات؛ من المؤمنين والكفار، والجن والإنس والشياطين، كلها داخلة في إرادته
الكونية وخلقه سبحانه وتعالى، كلهم خلقه، خلق إبليس والكفار، وخلق الأنبياء
والمرسلين والمؤمنين، خلق هذا وهذا، من جهة الخلق لا فرق، أما من جهة الشرع
والجزاء، فهناك فرق.
فالإرادة
الكونية لا تستلزم المحبة والرضا، فقد يريد الله كونًا وقدرًا ما لا يحبه دينا،
فالكفر أراده الله كونًا وقضاه، وهو لا يحبه، ولكن قدره وقضاه؛ ليمتحن عباده من
باب الابتلاء والامتحان، والابتلاء، وإلا فهو لا يحبه. أما الإرادة الدينية، فإِن
الله يحبها، ويرضاها، وسيذكر الشيخ أمثلة في الإرادة الكونية والإرادة الشرعية من
القرآن.
الإرادة
الدينية مختصة بالإيمان وبالعمل الصالح، أما الإرادة الكونية، فهي لا تختص
بالإيمان والعمل الصالح، هي تشمل الكفر والإيمان، تشمل العمل الباطل، والعمل
الصالح، كله بقضاء الله وقدره.