×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

قال الله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ [الأنعام: 125] وقال نوح عليه السلام لقومه: ﴿وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ [هود: 34]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11]، وقال تعالى في الثانية: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ [البقرة: 185] .

****

هذه فيها الإرادتان، ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ [الأنعام: 125]، هذه الإرادة الشرعية، ﴿وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ [الأنعام: 125]، هذه الإرادة الكونية، ﴿يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا [الأنعام: 125] الهداية لها أسباب، وهي العمل الصالح. والضلال له أسباب، وهي المعصية والكفر.

﴿هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [هود: 34] الشاهد في قوله: ﴿إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ [هود: 34]، هذه الإرادة الكونية التي لا حيلة فيها.

﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ [الرعد: 11]، هذه الإرادة الكونية، ﴿وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ سُوٓءٗا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ [الرعد: 11]؛ فالله يريد السوء بمن يستحقه من الظلمة والطغاة والمشركين والكفار؛ لأن الله أراد بهم سوءًا؛ حيث لم يقبلوا هدى الله سبحانه وتعالى.

الإرادة الثانية: الشرعية. الآيات التي ذكرها هذه في الإرادة الكونية، والآيات الآتية هذه في الإرادة الشرعية. هذه إرادة شرعية،


الشرح