ومنهم
من كان يؤتى بمال مسروق تسرقه الشياطين وتأتيه به ، ومنهم من كانت تدله على
السرقات
****
يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ
قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ
رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ
أَجَّلۡتَ لَنَاۚ﴾ [الأنعام:
128]، فاستمتع بعضنا ببعض، الإنسي أطاع الجني، فهذا استمتاع الجني بالإنسي؛ أنه
أطاعه، والجني خدم الإنسي، حمله في الهواء، وما أشبه ذلك من الخوارق، فهذا استمتاع
من الإنسي بالجنى: ﴿ٱسۡتَمۡتَعَ
بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ﴾.
ومنهم من يحضر الأشياء المفقودة، إذا ضاع لأحد
شيء؛ ذهب له المسكين، وقال: ضاع لي كذا، فيحضر له ماله، ويظن المسكين الإنسي أن
هذا من كراماته، وأنه أحضرها، وهو من عمل الشيطان، الشيطان هو الذي أحضر له هذا
الشيء؛ لأن الشياطين تقدر على ما لا يقدر عليه الإنس، وتطلع على ما لا يطلع عليه
الإنس، فتأتيه بالشيء المفقود، أو تخبره أن مالك في المحل الفلاني؛ لأنها تطلع، أو
أنها تسرق من أموال الناس، وتأتي له بالمال، ويقول: هذا كرامة، هذا حضر كرامة من
الله. وهو من الشيطان، وليس من الله؛ لأنه سبق لكم أن الخارق للعادة إذا كان مع
الاستقامة والطاعة، فهو كرامة، وإن كان مع الكفر والضلال، فهو خارق شيطاني، وليس
كرامة من الله عز وجل، فلا يشتبه هذا بهذا.
إذا
سرق لهم شيء، جاؤوا إلى الكاهن أو من هؤلاء المتصوفة الضلال، وهم كهنة، يتحولون
إلى كهنة، فيخبرونهم أين مال المسروق، ومكانه، ومن الذي سرقه، فيظن الناس أن هذا
من عنده هو، وهو ليس من عنده، بل من عملائه الشياطين.